المدونة


عام التأمل والتفكّر والنمو

للمقال باللغة الانجليزية باللغة العبرية

 أعزائي وعزيزاتي في أسرة مجموعة العفيفي،
أستهل رسالتي هذه، متمنية لكم أعيادًا سعيدة، وعامًا جديدًا مكللًا بالنجاح.
لمن لا يعرفني، اسمي رشا عفيفي تلّي، وأنا مدربة مؤهّلة، تتخصص في العافية ونمو الشخصية، واقوم بالتدريب على العلاقات التنظيمية داخل المؤسسات، كما وأعمل كمستشارة تدريب في مجموعة العفيفي، وعضو في الفريق التأسيسي لـ "ACT – مركز العفيفي للتدريب".

ابتداءً من الان، سأطلعكم شهريًا على مواضيع مختلفة ذات صلة بنموّنا الفردي والجماعي. وبما أننا بصدد بداية عام جديد، أود أن أتحدث إليكم حول أهمية التروي والتوقّف بهدف التأمل في ما مررنا به خلال عام 2020، وما هي العبر التي يمكننا ان نستفيد منها في تجاربنا المستقبلية.

حتى دخول "كورونا" إلى حياتنا، عاش معظم الناس، عالميا، حياةً تتسم بالسرعة. عشنا في عالم أجبرنا على العدو بوتيرة عالية وبشكل مستمر، سواء كان ذلك في بيئات العمل المتطلِّبة ودائمة الحركة، أو التوقعات العالية منّا كوالدين، أو الحياة الاجتماعية الموتِّرة أحيانًا، أو الضغوطات التي فرضتها علينا التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. كان معظمنا بالكاد قادر على مواكبة المستجدات، ويمكن القول اننا كنا منهكين ومرهقين. عشنا حياة يشوبها عدم التوازن، وضياع الهدف، وعدم الانتباه، وقلة التركيز، وتفتقر الى الاحساس بالوجود والتأمل الداخلي. كنا نعيش حياتنا ولكننا لم نكن حاضرين فيها أو في علاقاتنا المختلفة. شعر كثيرون منا بأنهم مرهقون بشدة. لقد نسينا كيف نعيش اللحظة، وفقدنا معنى الحياة السعيدة.

ثم جاءت "كورونا" وتوقف بفعلها كل شيء. حيث فرضت علينا الكثير من التحديات والتغييرات الجذرية، ووجدنا أنفسنا خارج دائرة الراحة والأمان، الأمر الذي أدى بنا إلى الكثير من الاضطرابات، بل وسبّب المعاناة للكثيرين منا.

بالرغم من خطورة فيروس "كورونا" وتأثيره علينا، خلق "التوقف" الذي نتج عنه، مساحة ووقتًا للتفكّر والتأمّل في الاسئلة التالية:

كيف نشعر؟
وما هي الأشياء التي نقدّرها في حياتنا؟
وما هي الأمور التي تلائمنا؟، وأي منها لا يلائمنا؟
وما الذي يشدنا إلى الوراء ويعيق تقدمنا؟
وما هي الامور التي بإمكاننا الحصول عليها؟ وما هي الامور المتاحة لنا؟
وما الذي نحتاجه لنعيش حياتنا بشكل كامل؟
عندما نتوقف، ونقوم بطرح هذه الأسئلة المهمة، فإننا نخلق مساحة للتفكير، الأمر الذي يساعد على بناء وعيَنا ويؤدي بنا الى معرفة من نحن وماذا نريد من الحياة، وفي نهاية المطاف يجعلنا نطوّر أنفسنا للأفضل.

من منا لم يجرِّب، ما يسمى، "قرارات العام الجديد"؟، عندما نقوم في بداية كل عام، بوضع قائمة بالأهداف التي نرغب في تحقيقها. هذه السنة، وقبل البدء بتحضير "قائمة القرارات"، أود أن أطلب منكم القيام بشيء واحد، ألا وهو التوقف لبرهة، ومن ثم التفكير مليا في كيفية تأثير العام المنصرم عليكم، وذلك من اجل العثور على العبر المخفية التي قدمها لكم هذا العام، والتأكد من انكم لن تنسوا، في كل ما ستقومون به مستقبلًا، أهمية التروّي بل والتوقف عند الحاجة الى ذلك.

في الأشهر القادمة سنتعرف على العديد من الموضوعات المختلفة، مثل مرونة دماغنا وكيف يمكننا تعلم أي شيء وتحقيق أي شيء، وذلك عندما نمتلك عقلية النمو. سنتعلم أيضًا، حول وجهات النظر المختلفة وقوة الإختيار، وعن الوعي وكيف يمكننا ادخاله الى حياتنا اليومية، وعن الامتنان كأداة قوية لتقليل التوتر وزيادة السعادة.

واخيرا وليس آخرا، أود أن أتمنى لكم جميعًا ولأحبائكم عامًا جديدًا وسعيدًا. ليكن 2021 عام تحقيق الفرص، و التأمل الذاتي والنمو من اجل تطوير أنفسنا.

 


مع خالص التمنيات،
رشا عفيفي - تلي
مدربة محترفة
ACC ، CPCC ، INHC


تعليقات

06.01.2021 ولاء نفاع قال/ت:
ان كنت تفعل كل ما باستطاعتك فلن يكون لديك المزيد من الوقت لكي تقلق على احتمالية فشلك .

اعجاب تعليق

06.01.2021 ميساء دكور عاصي قال/ت:
👏👏

اعجاب تعليق

06.01.2021 رشدي قبلان قال/ت:
افعل ما تحب . وخذ الحياه ببساطه

اعجاب تعليق