المدونة
ذكاؤنا قابل للتطوير! العقلية النامية، طريقنا إلى الإنجازات
كم منكم يعتقد أن الذكاء والموهبة، هما صفتان ثابتتان، لا يمكن تحسين أي منهما أثناء نشأة الانسان؟ إما أنك ولدت ذكيًا وموهوبًا، أو أنك لست كذلك. ماذا لو أخبرتك أن هذا غير صحيح وأنه يمكن تطوير ذكائنا؟ باعتقادي أن هذه الأيام، وبينما تتم عملية تقييم أداء الموظفين داخل المجموعة، تعتبر فرصة ذهبية للتعرف على قدرة الدماغ على التغيّر، وفوائد امتلاك عقلية النمو أو العقلية النامية، وكيف يمكن لهذه أن تحسن من دوافعنا وإنجازاتنا.
لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد لدى العلماء، أن الدماغ يتوقف عن التطور بعد فترة الطفولة، بل أنهم اعتقدوا أن شبكة أدمغتنا تصبح ثابتة بعد بلوغنا سن الرشد. لكن، في العقد الماضي، أظهر الباحثون أن الدماغ لا يتوقف أبدًا عن التطوّر والتكيّف، كما وأن بإمكانه أن ينمو ويتغير مع التعلم والخبرة. هذا ما نسميه مرونة الدماغ.
ما هي أهمية هذا الأمر؟
تنبع أهمية هذا الأمر، من الأبحاث التي وجدت رباطًا وثيقًا بين العقلية والإنجازات، ووجدت أيضًا، أنه عندما يؤمن الناس بأن أدمغتهم قابلة للنموّ والتطوّر، يتصرفون بشكل مختلف. ويقودنا هذا إلى عمل الدكتورة "كارول دويك" الثوري عن العقلية النامية، حيث توصلت أبحاثها إلى نتيجة مفادها أن هناك نوعان من العقلية: العقلية النامية مقابل العقلية الثابتة، ووجدت هذه الأبحاث، أيضًا، أنه عندما يقوم الناس بتطوير العقلية النامية، فإنهم يزيدون بذلك دوافعهم ويحسنون إنجازاتهم.
أولاً ، دعونا نفهم ما هي العقلية الثابتة وما هي العقلية النامية!
تضع العقلية الثابتة سقفًا زجاجيًا لحاملها، وهذا ينطبق على الكثير من الناس، إذ يعتقد هؤلاء أن ذكاءهم ومواهبهم وقدراتهم الإبداعية ثابتة، ولا يمكن أن تتطور أو تنمو بشكل كبير، ولذلك يميلون إلى تجنب ارتكاب الأخطاء أو المخاطرة أو بذل الجهد، وعادة ما يستسلمون بسهولة عند مواجهة التحديات، كذلك يتجاهلون الملاحظات النقدية المفيدة، ويشعرون بالخوف من نجاحات الآخرين.
من ناحية أخرى، فإن العقلية النامية تعني الحرية والانطلاق لحاملها. إنها الإيمان بأن الناس يمكن أن ينمّوا ويطوروا ذكاءهم ومواهبهم وجهودهم الإبداعية. يركز الأشخاص، الذين لديهم عقلية نامية، جهودهم على التعلم بدلاً من الأداء، لأنهم يفهمون جيدًا، أن بإمكانهم أن يتحسنوا ويتطوروا، من خلال التعلم والعمل الجاد والخبرة المكتسبة. هؤلاء يدركون أن عليهم مواجهة التحديات من أجل تحقيق النجاح، كما أن عليهم أن يعملوا بجديّة، وأن يتعاملوا مع النقد الموجه إليهم، مدركون أن الفشل هو جزء من مسيرتهم للنجاح. هؤلاء ايضًا، يقدرون مسألة التعلم من تجارب الآخرين.
كيف نستطيع أن نساعد أنفسنا على تطوير العقلية النامية؟
يمكننا جميعًا تطوير عقليتنا المتنامية، من خلال اتخاذ قرار بعدم تقييد أنفسنا، والإيمان بقدرتنا على التغيّر والتحسّن.
لتحقيق ذلك، علينا أولًا أن ننتبه لأفكارنا وكلماتنا، وأن نلاحظ عندما تقوم هذه بتقييدنا (عقلية ثابتة) ، مثل:
• "لا أستطيع".
• "أنا أكره التحديات".
• "أستسلم."
• "أنا آخذ النقد على محمل شخصي."
• "لماذا علي أن اجرب عناء المحاولة؟"
بعد ذلك، يمكننا تغييرها إلى أفكار وكلمات تدعم نمونا (عقلية نامية). على سبيل المثال، بدلاً من جملة "لا أستطيع"، يمكنك أن تقول: "لا يمكنني ذلك الآن، لكنني على استعداد للتمرن والتحسن."
الطرق الأخرى للمساعدة في تطوير العقلية النامية هي:
• تقبّل التحديات لأن هذا سيقويك!
• لا تستسلم عندما تواجه انتكاسات وإخفاقات! بل انظر إلى القيمة التي تقدمها لك هذه العقبات، وتعرف على فرص التعلم منها!
• ابذل جهدًا واعمل بشكل جاد! لان هذا ضروري من أجل أن تتفوق وتتحسن.
• كن منفتحًا على التعلم من النقد والملاحظات المختلفة!
• ابحث عن الإلهام وتعلم من تجارب الآخرين ونجاحاتهم! فهذا من شأنه أن يساعدك على التطور.
سنركز خلال الشهر القادم، على قيمة الأخطاء والاخفاقات، وكيف أنها ضرورية لرحلة نجاحنا. حاليًّا، بإمكانك أن تلاحظ في الأسابيع المقبلة علينا، عندما تكون لديك عقلية ثابتة وعندما تشعر أن أفكارك تقوم بتقييدك. حاول التدرب على تبني العقلية النامية، وابحث عن فرص التعلم من حولك، ولاحظ الفرق بين الحالتين وتأثيرها عليك.
بإخلاص
رشا عفيفي-تلّي
مدربة متخصصة CPCC, ACC, INHC
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
اعجاب
تعليق
