المدونة


إما أن تمنحنا الحياة من بركاتها أو تعلمنا من دروسها

לכתבה בעברית English Artical


مع حالة عدم الوضوح المستمرة عالميا بما يتعلق "بالكورونا"، وجدت نفسي منهمكة بالتفكير في الأشهر الثمانية عشر الماضية. لقد حدث الكثير في هذه الاشهر، وتأثرنا جميعًا، وبشكل كبير، بهذه الاحداث، وان كان هذا بشكل مختلف ومتنوع. يُعد استئناف الحياة أمرًا مثيرًا للغاية بالنسبة للكثيرين، ومع ذلك، العودة الى الحياة الطبيعية ليست بسلسة وسهلة كما كان متوقعا. علينا أن ندرك أننا مررنا ولا زلنا نمر بالكثير من الصعوبات والتحديات في هذه الفترة المليئة بالتقلبات وعدم الإستقرار.

تظهر لنا الحياة مرارًا وتكرارًا أن التغيير ثابت في هذا العالم. أتذكر أنني قرأت مقالًا من Harvard Business Review منذ ما يقرب العشر سنوات، تحدث عن القدرة على التكيف وكيف أنها تعتبر الميزة التنافسية الجديدة للشركات من اجل تحقيق النجاح. حسب هذا المقال، الشركات التي تتعامل بمرونة كافية مع التغييرات من ناحية، ويمكنها التكيف والاستجابة السريعة للاحداث، من ناحية اخرى، هي الشركات التي يتوقع لها أن تستمر وتزدهر.
أتذكر أنني فكرت مليًا، عند قراءتي للمقال، في مدى صحة هذا الامر للأفراد ايضًا، وليس فقط للشركات، حيث أن هناك قيمة كبيرة في تطوير قدراتنا على أن نكون مرنين، وفي نفس الوقت، قابلين للتكيف، بما يكفي، للتعامل مع التغييرات التي تضعها الحياة في طريقنا.

بعد بضع سنوات، وفي أثناء تدريبي على نموذج التدريب التعاوني"Co-Active"، أصبح واضحًا لي، وبشكل كبير، مدى قيمة هذه الصفات من المرونة والقدرة على التكيف لتحقيق النجاح في الحياة.
أحدى الركائز الأساسية لهذا النموذج هو ما نسميه "المرونة والتجاوب الفوري". حيث يتعلق هذا الأمر بقدرتنا على التحلي بالمرونة الكافية للتعامل مع ما يحدث في الوقت الحاضر، والانسياب بسلاسة مع ما يجري، وتغيير الاتجاه حسب الحاجة.
في الحياة، هذا يعني ان نتخلى عن "الخطة القديمة"، ونقوم باعادة صياغة طريقنا معتمدين على خطة جديدة، وذلك من اجل ادراك حاجتنا إلى التغيير، والتمحور حول ذلك. للقيام بهذا، علينا أن نتحرك بسرعة وبخفة متناهية، كذلك يجب أن نكون منفتحين للغاية، ومدركين بشأن ما يمكننا فعله، وفي نفس الوقت، علينا ان نكون على استعداد للمخاطرة، وقادرين على مواجهة أخطائنا والتعلم منها.

باعتقادي أن هذه المهارات لها قيمة أكبر، من أي وقت مضى، في عالمنا اليوم، ومع ذلك، أرى أن من الضروري، وبنفس القدر، أن نكون راسخين في ما نحن عليه، وفي نفس الوقت، علينا أن نكون واضحين تمامًا بشأن القيم التي نعتبرها هامة، وكذلك، يجب ان نعرف ما هي رغباتنا واحتياجاتنا في الحياة. عندها فقط يمكن أن تساعدنا مرونتنا وقدرتنا على التكيف على اجتياز تغييرات وتحديات الحياة بنجاح، وذلك دون الانجراف والضياع عن الطريق التي اردناها لانفسنا.

قبل عدة أسابيع، تم تذكيري بهذه المقولة "الحياة إما ان تمنح البركات أو تعطي الدروس". هذا تذكير بأنه حتى في أكثر الأوقات صعوبة، يمكننا دائمًا العثور على البركات، وعندما يكون من الصعب جدًا العثور عليها، علينا ان نبحث عن الدروس، حيث ان هناك الكثير لنتعلمه منها، اي الدروس.

عندما اقوم بالنظر خلفي نحو الأشهر الماضية، أدرك أن درسي كان متمحورًا حول التوازن. التوازن بين الثبات على "من أنا"، متزامنًا،أي الثبات، مع التحلي بالمرونة الكافية لمواجهة تحديات الحياة والتكيف لها حسب الحاجة.
ماذا عنك؟ إذا نظرت إلى الوراء، ما هو درسك؟


بإخلاص
رشا عفيفي-تلّي
مدربة متخصصة CPCC, ACC, INHC

 


تعليقات

29.07.2021 ميساء دكور عاصي قال/ت:
إذا نظرت إلى الوراء أشاهد الكثير من الصور والمواقف التي كانت سببًا في أحيان متعددة لترسيخ مفاهيم وقواعد صحيحة، جديدة وصحية في حياتنا.

اعجاب تعليق

29.07.2021 معاد سليمان قال/ت:
بحسب اعتقادي ان المرونه والتكيف هي قدرات موجوده عند الافراد مع اختلاف حجمها من شخص لاخر ، ولكن ارى ان التكيف له سلبيات لانه يحتوي على تغيير في العادات والشخصيه ونمط الحياه ، لان هاذه ثلاث صفات تعطي ايجابيه الاستقرار .

اعجاب تعليق

29.07.2021 شميرة زيداني قال/ت:
مقال اكثر من رائعط مقال اكثر من رائع ، لقد كنت اظن ان المرونة والقدرة على التكيف هي امور تدل على الضعف والتنازل حسب المعتقدات السائدة، ولكن حقيقة هي من اسباب البقاء "Survival" بالنسبة لي ط بوركت على هذا المقالظ

اعجاب تعليق

02.08.2021 جنان قال/ت:
باعتقادي التكيف والمرونه هي صفات إيجابيه تمنحنا القدره على الاستمرار… بالنسبه لمعظمنا الاستقرار ضروري فهو العامود الفقري اما المرونه فهي قدره نطورها لتساعدنا على التحرك والمضي قدما نحو ما هو افضل لنا ولجميع من حولنا…

اعجاب تعليق