المدونة


التأثير القوي لمهارة الشكر والتقدير

english עברית 

 أود إغتنام فرصة حلول الأعياد واقتراب العام الجديد، للتحدث إليكم عن التأثير القوي للشكر وإظهار التقدير في العلاقات الشخصية والمهنية، على حد سواء.

في إحدى ورشات العمل التي نظمتها في مجموعة العفيفي خلال الصيف الماضي، ناقشت مع المشتركين، موضوع عادات وأساليب الاتصال السيئة، وتأثيراتها المضرة على علاقاتنا المهنية والشخصية. تعلمنا، خلال الورشة، عن أساليب الاتصال السيئة المختلفة، وكيف تظهر وتؤثر في شبكة علاقاتنا، وكيف يمكننا تحييدها من أجل تحسين وزيادة الإيجابية. تحدثنا، أيضًا، عن قيمة زيادة الإيجابية في علاقاتنا وبيئاتنا المختلفة وكيف يساهم ذلك في إنشاء علاقات صحية من شأنها تحسين الأداء في العمل.

إحدى المهارات المهمة، من تلك الورشة، والتي أود مشاركتها معكم هنا، هي موضوعة تقدير الآخرين والاعتراف بقدراتهم أو افعالهم. هذه الصفة، معناها أن تكون قادرًا على تقدير الخير في الآخرين، وملاحظة جهودهم وشخصيتهم وصفاتهم الجيدة بشكل صادق، ومن ثم مشاركة ذلك معهم، مما سيؤدي بالشخص المعني إلى الشعور بأنه موجود ويحظى بالتقدير الملائم.
ممارستك لهذا الشيء، بشكل دائم، من الممكن أن تحدث تغييرًا إيجابيًا على الآخرين، مما سيحسن من علاقتك معهم.

عندما يمارس الموظفون هذه المهارة، سواء كانوا زملاء أو مديرين، ويقومون باستخدامها بشكل روتيني، فإنهم بذلك يرفعون الروح المعنوية لدى الآخرين، ويجعلونهم يشعرون بالتقدير، مما سيحفزهم على القيام بعمل أفضل.
كذلك، فإن استخدام هذه المهارة، في تمارين بناء وتعزيز العلاقات في طواقم العمل يؤدي إلى رفع الإيجابية بين الأفراد.

تتطلب العلاقات، بشكل عام، الكثير من الاهتمام والرعاية من أجل المحافظة عليها وتنشئتها. "ماذا يتوجب علينا أن نفعل من أجل الحفاظ على أو تحسين علاقاتنا المختلفة؟". هذا السؤال قد يراودنا بين الحين والأخر ونجد صعوبة بالإجابة عليه. علينا أن نعرف، بأنه غالبًا ما يعيق تطور العلاقة هو عدم التواصل أو سوء الفهم أو الفرضيات المختلفة أو التواصل السلبي، ومع مرور الوقت، سواء كانت هذه علاقة مهنية أو شخصية، يصبح من الصعب جدًا رؤية ما وراء هذه التجارب السلبية للتعرف على الخير في بعضنا البعض.

يمكننا جميعًا أن نجد أمثلة على علاقات كهذه في حياتنا، حيث يبدو أننا نواجه صعوبة في ملاحظة الخير في العلاقة أو الشخص الآخر. يحدث هذا عادة عندما تحدث العديد من خيبات الأمل أو سوء الفهم، ولا تتم مناقشتها أو حلها على الفور. بمرور الوقت، تتراكم المشكلات، ويصبح من الصعب علينا رؤية ما وراء السلبية.

يمكننا المساعدة في إعادة الإيجابية إلى مثل هذه العلاقات، من خلال إدراك وملاحظة الخير في الشخص الآخر، وفي أفعاله وشخصيته، ومن ثم التعبير عن الاعتراف بذلك.
لاحظ تأثير كلماتك وتقديرك على هذا الشخص:
• كيف أثرت كلماتك عليه؟ وكيف كان ردّه على سماع كلماتك؟
• ما هو تأثير ممارسة هذه المهارة على العلاقة مع هذا الشخص، مع مرور الوقت؟
• وهل تلاحظ أي اختلاف في نظرتك إلى هذا الشخص وعلاقتك معه؟


المفتاح عند تقدير شخص ما هو أن نعني ما نقوله، وليس القيام بمجاملات فارغة أو مدح "عمل جيد" بشكل عام. بدلاً من ذلك، يجب توضيح ما لاحظناه وما نراه في الشخص الآخر. على سبيل المثال، يمكننا أن نقول شيئًا مثل: "شكرًا لك على عملك الجاد في هذا المشروع. أنا أقدر تفانيك في عملك وعمل الفريق "، أو: " لقد لاحظت أنك تقدر الصدق والنزاهة، وهذا يظهر في عملك".

كلما مارست هذه المهارة، زاد تأثيرها على علاقاتك وحياتك، ومع مرور الوقت، قد تبدأ في ملاحظة أن أشخاصًا آخرين يتجاوبون معك ويظهرون شكرهم وتقديرهم لك وللآخرين أيضًا. هذه المهارة لها تأثير إيجابي مضاعف، ويمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا نحو الأفضل في حياتنا.

خلال هذا الوقت من العام، ينغمس الكثير منا في التفكير في حياتنا، ومحاولة احصاء انجازاتنا، وتعديد نجاحاتنا، وايجاد أخطائنا أيضًا، وحتى الندم والتأسف على بعضها، كذلك يقوم البعض باستغلال هذا الوقت للتطلع إلى الأمام، والشعور بالإثارة عند التفكير بالأهداف أو البدايات أو الفرص الجديدة من أجل تحسين حياتنا وتجاربنا. لذلك، ليس هناك طريقة أفضل لإنهاء العام من التعبير عن تقديرنا وامتناننا للأشخاص المهمين في حياتنا، وإخبارهم بذلك وبأننا نشعر بهم ونعتبرهم أهلاً للتقدير والاهتمام.


أتمنى لكم جميعًا، عامًا جديدًا رائعًا ومبهجًا، مليئًا بفرص لا حصر لها للتعلم والنمو. سنة جديدة وسعيدة!


بإخلاص
رشا عفيفي-تلّي
مدربة متخصصة CPCC, ACC, INHC

 


تعليقات

02.12.2021 מירנא בשאראת قال/ت:
יפה מאוד

اعجاب تعليق

02.12.2021 Walid Amira قال/ت:
موضوع شيق جدا شكرا

اعجاب تعليق

02.12.2021 Walid Amira قال/ت:
موضوع شيق جدا شكرا

اعجاب تعليق

02.12.2021 بشرى نجم قال/ت:
كل الشكر والاحترام والتقدير على العمل والمجهود الذي بذلتموه لتوعيه والمعرفه القيمه اتمنى للجميع عاما جديدا ملىء بالمثابرة والنجاح والتقدم لاسره العفيفي اجمع بكل ما هو خير ومبهج للجميع

اعجاب تعليق

02.12.2021 مازن القواسمي قال/ت:
كلام رائع ودافئ ويطمن أننا بخير بعد انا أحب الناس واحب الحب من الناس

اعجاب تعليق

02.12.2021 معاد سليمان قال/ت:
شكراً، كل عام وانتم بخير ، موضوع مميز ينقصنا كثيراً ، هو ايضاً ثقافه بجانب كونه مهاره.

اعجاب تعليق

03.12.2021 محمد عبدالله قدوره قال/ت:
بالبدايه مشكوره اخت رشا على هذه المقاله . وان دلت على شيئ فانها تدل على مهانيه عاليه بالتعبير على اعلى درجات بالتعامل الانساني بين الاشخاص لان الانسان ولد بالفطره على الخير فالخير موجود فينا جميعا اما الشر فهو شيئ نكتسبه من اشخاص قد تعاملنا معهم في مشور حياتنا . فيجب البحث على الخير الموجود بداخلنا ونخرجه الى خارج اجسامنا كي نعكس طاقه اجابيه بالتعامل مع الاخرين . فمثلا افشاء السلام وتحيه وكلمة شكرا لها تاثير كبير بالتعامل بين الناس . ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله الذي انعم علينا بكثير من النعم

اعجاب تعليق

03.12.2021 ايمن عكري قال/ت:
رائع

اعجاب تعليق

03.12.2021 ايمن عكري قال/ت:
رائع

اعجاب تعليق

03.12.2021 سميرة زيداني قال/ت:
ابدعت رشا الموضوع جدا هام يصب باسس العلاقات والتعامل الانساني نحن بحاجة لمثلك في طرح هذه المواضيع الاجتماعية الانسانية التي تساعد على خلق الاجواء السليمة والمريحة بالعمل بوركت بانتظار مقالك القادم ، كل الشكر.

اعجاب تعليق