المدونة
تغيير في المنظور
في مسيرة حياتنا، نستمع أحيانًا إلى قصة ملهمة للغاية لشخص ما، لدرجة أنها تخلق تأثيرًا هائلا علينا. ولسبب ما، في تلك اللحظة، تكون لكلماته معنى كبير بالنسبة لنا، بحيث أنها من الممكن أن تؤدي الى تغيير شيءٍ ما في عقليتنا، وتصبح هذه الكلمات مصدرًا للإلهام والتحفيز للمضي قدمًا.
في شهر مارس الماضي، واحتفالا باليوم العالمي للمرأة، عقدنا سلسلة من ثلاثة اجتماعات للنساء في مجموعة العفيفي. ناقشنا خلالها مواضيعًا ذات صلة بنا كنساء عاملات في عالم اليوم، من خلال التوفيق بين العديد من المطالب والتوقعات المختلفة في كل من الحياة المهنية والشخصية. ناقشنا قضايا مثل تعريف النجاح في الحياة، والمنظور وقوة الاختيار، والفرص، والعقبات التي من الممكن ان تعيقنا.
في اجتماعنا الاخير، قمنا بدعوة ضيفة مع قصة استثنائية وملهمة. استمتعنا للغاية عند استماعنا لرلى نصار بشارات، مديرة المنتجات في جنرال موتورز إسرائيل، والمسؤولة عن التوافقات الاستراتيجية والابتكار في جنرال موتورز العالمية، وهي تتحدث عن الكيفية التي من خلالها، ساعدها البحث عن فرصها ومن ثم خلقها في تمهيد نجاحها المهني ومسيرتها المثيرة للإعجاب.
أود أن أشاطركم بعض الكلمات القوية من السيدة نصار بشارات، والتي أعتقد أنكم ستجدونها قيمة. كانت نصيحتها هي تحويل عقليتنا من "ما هي مكاسبي؟" إلى "ما هي مساهمتي"، وسؤال أنفسنا: ما هي القيمة التي أقدمها؟
دعونا نأخذ بضع ثوانٍ وندع هذه الفكرة تختمر في عقولنا. ماذا يعني تحويل تفكيرنا من المكاسب إلى المساهمة؟ وبدلا من أن نسأل: "على ماذا سنحصل من هذا؟ نسأل، "ماذا يمكننا أن نقدم؟"
من الطبيعة البشرية التفكير في الاحتياجات والرغبات والمكاسب. مع ذلك، كانت نقطة السيدة نصار بشارات هي أنه عندما نفكر في مساهمتنا ونتعامل مع وظائفنا بعقلية جلب القيمة جنبا إلى جنب مع العمل الجاد، فإننا نرفع من قيمتنا بالنسبة للوظيفة والمنظمة، بحيث يصبح من الصعب التخلي عنا. إننا بذلك نخلق وضعًا مربحًا للطرفين.
كنت أفكر مؤخرا في كيفية تطبيق هذا التحول في المنظور والعقلية، في جميع جوانب حياتنا. إنه في نهاية المطاف تحول من "مكاسبي أنا" إلى "مكاسبنا نحن". رفاهيتنا جميعا مقابل رفاهيتي ورفاهيتي وحدي فقط. أليست هذه واحدة من أكبر المشاكل في عالمنا اليوم؟ حيث يركز الناس، بشكل مفرط، على مكاسبهم الخاصة وفوزهم واحتياجاتهم ورغباتهم مع القليل من الاهتمام بمجتمعاتهم. يبدو أن العطاء والمشاركة والمساعدة والخدمة أقل أهمية بالنسبة لهم.
ما هي القيمة التي أحققها في موقف ما؟ وما هي نقاط قوتي؟
ما هي القيمة التي أضيفها إلى علاقاتي؟ وما هو الدور الذي أقوم بشغله؟
ما هو التأثير الذي أريد أن أخلقه في حياتي، في هذا العالم؟ وكيف يمكنني المساعدة والخدمة والعطاء؟
عندما نبدأ في طرح مثل هذه الأسئلة، فإننا نتطلع إلى زيادة وعينا الذاتي للتعرف على نقاط قوتنا وشغفنا وغرضنا في الحياة. تتناول العديد من الثقافات والعديد من نماذج التدريب موضوع "هدف الحياة"، وارتباطه المباشر بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الحياة. على الرغم من أنه موضوع طويل جدا لتغطيته في منشور المدونة هذا، إلا أنني أريد تسليط الضوء حاليا على شيء واحد فقط وهو: إن إيجاد معنى لما نقوم به، وخلق قيمة حقيقية له، والتفكير في المساهمة التي نقدمها، كلها أشياء مرتبطة بحياتنا المعيشية وتساعدنا على إحداث فرق، وتحقيق حياة ذات معنى أكبر من أنفسنا.
لذا، ماذا لو حاولنا أن نصبح أكثر حرصًا على تحويل عقليتنا من الربح إلى المساهمة؟
لهذا الشهر، أدعوكم لممارسة هذا في نواحٍ مختلفة من حياتكم. لاحظوا ما يعنيه لكم إجراء هذا التحول. كيف يؤثر ذلك عليكم وعلى الآخرين، وما الذي يمكنكم تعلمه عن أنفسكم؟
تخيلوا لو أن المزيد والمزيد من الناس يتجولون حول هذه الأرض بعقلية المساهمة وتحقيق القيمة. أي نوع من العالم يمكننا أن نخلقه معًا بعد ذلك؟
باخلاص
رشا عفيفي-تلّي
مدربة متخصصة
CPCC, ACC, ORSC trained
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق
اعجاب تعليق